بين سعيد و الغنوشي ..لا مكان للعقلاء في المعارك الوجودية

يخطئ من يظن أننا أمام معركة سياسية تقليدية أو في سياق تاريخي بسيط أو أننا بعيدين كل البعد عن الحرب الأهلية. ولن يصدق الناس أن المعركة انطلقت إلا عندما يكتوون بنيرانها أو يرون آثارها في حياتهم اليومية.
المعركة اليوم والانقسام ليس بين أحزاب وسياسات أنما بين مشروعين وجودين غير قابلين للتسوية أو المصالحة.
تتقاطع في هذه المعركة الانقسامات على مستوى العلاقات الثقافية والاجتماعية، والبنى الاقتصادية، وتتواصل مع تقاطع النخب والشعب. افتك رئيس الجمهورية في هذه المرحلة من الصراع أدوات الحكم وأربك النخب القديمة واسس لمشروعية إنقاذ البلاد، ويريد افتكاك المستقبل والذهاب الى بناء مؤسساتي جديد. ومن غير المستبعد أن يعمل لاحقا على تفوير المنظومة الاجتماعية والاقتصادية ويعيد صياغتها من جديد بمقاربة قد تكون غير محسوبة العواقب على الدولة واستقرارها. لذلك فإن اليقظة مطلوبة وكذلك ادوار المسؤولية إزاء الوطن، فالوضع يتطلب توسيع الاستشارات وتكثيف الحوار بين الفاعلين وتغليب العقل وتحصين المسارات لتجنيب السيناريوهات الكارثية.
البعد التراجيدي في هذا الصراع هو أنه ليس من نوع الذي يمكن للعقلاء والحكماء تجاوزه لأنه يعكس شرخا عظيما في المجتمع ولأنه يضع إكراهات على الجميع للاصطفاف.

د فتحي الطوزري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق