اخبار اجتماعيةاخبار اقتصادية

معجزة الدينار التونسي..

سلوك الدينار التونسي يتجاوز كل منطق في عالم المال. فتطوّر قيمته إزاء العملات الأجنبية الرئيسية يفوق التداين. ذلك أن ما درجنا على تعلمه هو أن
عملة أي بلد هي انعكاس ومرآة لوضعه الاقتصادي. فإن كان الوضع الاقتصادي في أفضل حال تكون عملة البلد مستقرة ويمكن حتى لسعر صرفها أن يرتفع.
أمّا اذا كان وضع الاقتصاد سيّئا فإنه من الطبيعي أن يكون لذلك انعكاس على العملة بشكل يجعلها تفقد من قيمتها. فمن المعروف أن العملة هي معدّل متغيّ
يسمح خاصة عند التخفيض في قيمتها بحماية الميزان التجاري وتبعا لذلك ميزان الدفوعات ومستوى تداين الدولة الخارجي.
لكن الأمور في تونس تسير بشكل مغاير. فالاقتصاد مثلما يعرف الجميع في وضع محزن ورغم ذلك ترتفع قيمة الدينار وهذا يعني أنه في صعود وأن سعر
العملات الأجنبية )الأورو، الدولار…( في انخفاض وهذه لعمري معجزة تونسية. أليس كذلك؟
فعندما يكون وضع الاقتصاد سيئا بل وسيئا جدّا ولا ندّخر مع ذلك جهدا للترفيع في قيمة العملة ومنعها تبعا لذلك من لعب دورها كمعدّل متغيّ فإن
النتيجة هي تفاقم عجز الميزان التجاري بسبب تشجيع التوريد وتعطيل التصدير.
وهذا يؤدي قسرا الى ازدياد الحاجة للتداين لتغطية العجز ومن الطبيعي أن يتمظهر ذلك بتفاقم التداين الخارجي. كلّنا على علم بوضعية التداين المفرط الذي انزلقت اليه تونس وكلّنا يعرف
مستجدّات الترقيم السيادي لتونس من طرف وكالتي “موديز” و”فيتش رايتنغ”. بعد هذا، أدعوكم لتتابعوا عن كثب الطريقة التي ستتم بها تسوية قرض ال 500 مليون دولار الممنوح بضمان أمريكي والذي سيحل أجل تسديده يوم
5 أوت الجاري. وأذكّركم بأنه سبق لي أن أوضحت في مقال سابق الطريقة التي تمّ بها خلاص قرض بنفس الخصائص يوم 23 جويلية المنقضي.
هذا يُسمّى إساءة إدارة قيمة تحويل الدينار – Parité – في اقتصاد مريض
بقلم عزالدين سعيدان

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق