زياد الهاني للسبسي : تونس كلها اليوم تدفع ثمن انقلابك على رئيس حكومتك السابق الحبيب الصيد

انتقد الاعلامي زياد الهاني ما وصفه انحياز رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي لابنه حافظ وخاطبه قائلا “للأسف الشديد سيدي الرئيس، قدت سفينة تونس إلى بر الأمان في 2011، وأنقذتها من الهمجية الحاقدة في 2014 لكنّك أضعت منجزك بمعول ابنك، وأنت السياسي العتيق الذي يدرك أكثر من غيره بأن التوريث في تونسنا لن يمر!

وتابع الهاني مخاطبا الرّئيس السبسي :

سيدي الرئيس.. أكنّ لك كل المودة والتقدير، وأعتقد بأن تونس مدينة لك في محطتين أساسيتين على الأقل. الأولى عندما قدت سفينتها إلى ميناء الأمان في 2011، حين كانت العواصف تهدد بإغراقها. والثانية حين نجحت في إيقاف الهمجية الحاقدة التي هددت دعاة الحرية والتقدم بالدوس على رؤوسهم وسحلهم في الشوارع. وكانت حركة نداء تونس التي شكلتها من روافد وطنية أربعة هي أداتك الأساسية للفوز بانتخابات 2014 وتعديل المشهد السياسي بخلق حالة توازن أعادت وضع قطار التحول الديمقراطي على سكة التقدم والنجاح..
لكنك وللأسف الشديد سيدي الرئيس، أضعت منجزك بمعول ابنك، وأنت السياسي العتيق الذي يدرك أكثر من غيره بأن التوريث في تونسنا لن يمر!!
سيدي الرئيس..
تونس كلها اليوم تدفع ثمن انقلابك على رئيس حكومتك السابق الحبيب الصيد الذي رغم ما حققه من نجاحات، أقصيته إرضاء لنزوات ابنك..
يوسف الشاهد الذي تحاربونه اليوم بعد أن «هرب لكم بالقَطْعيّة»، من الذي أخرجه من جعبته لفرضه رئيسا للحكومة؟ هو صنيعتك أنت سيدي الرئيس!! صحيح أن السلطة أغوته وشبق الحكم أثار شهوته فانقلب عليك. لكنه وبكل بساطة رأى نفسه أفضل من ابنك المراد توريثه، وهو محق في ذلك. وأنا ككل التونسيين باستثناء تلك الجوقة العاهرة المحيطة بابنك (مع شديد اعتذاري لعاهرات تونس على اضطراري لهذا التوصيف لأنهن أشرف من الموصوفين حيث يتاجرن بأجسادهن للعيش لكنهن لا يتاجرن بالوطن) لو تم إلزامنا بالاختيار بين يوسف وابنك حافظ، فسنختار يوسف بكل تأكيد!!
تصويت البرلمان المكثف أمس على تعيين وزير الداخلية الجديد، شكل إهانة لكل من سعى لعرقلة هذا التعيين..
كان بإمكان يوسف الشاهد أن يكون مرشحك أنت ومرشح حركة نداء تونس القوي لو أنك حكّمت القانون والأليات الديمقراطية في حزبك. لكن ها هو يمضي بوهم انتصار إلى المحرقة التي ستقضي عليه وتنهي حزبك وكان بإمكانك تجنيبهما هذا المصير الذي ستدفع ثمنه تونس كلها، لولا انحيازك “العاري” لابنك!!
سيدي الرئيس.. هذه مقالة صدق من قأول صدوق. «ولدك في دارك»، أطلب منه أن يغادر حركة نداء تونس ويتركها لمؤسسيها الأصليين كي يعيدوا بناءها على أسس صلبة كفيلة بإعادة الأمل في نفوس ثلاثة أرباع التونسيين الذين جعلتهم طبقة الرداءة السياسية والنُكبة التي حلت بالبلاد بعد 2011 يكفرون بالثورة وبالديمقراطية وبالانتخابات..
سيدي الرئيس، يوم 24 جويلية هتف مواطنون تونسيون بملئ جوارحهم للرئيس الأسبق زين العابدين بن علي خلال سهرة أحياها الفنان الكوميدي جلول الجلاصي!! فهل ستستوعبون الدرس؟
كم تمنيت لو ناديتكم كما نفعل مع من نحب، بالـ”بجبوج”.. لكنها للأسف ثقلت على لساني.
تحيا تونس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق