السبسي و الشاهد..حرب باردة
نشرت صحيفة “جون أفريك” الفرنسية تقريرا، سلطت من خلاله الضوء على التوترات بين رئاسة الحكومة ورئاسة الدولة في تونس
وقالت الصحيفة، في تقريرها “إن الأمور ليست على ما يُرام بين قصر قرطاج والقصبة. ومن الآن فصاعدا، تطورت الأزمة التي يعيشها أعلى هرم السلطة في البلاد، ما جعلها تنتقل إلى الساحة العامة التونسية… وعلى الرغم من أنه لم يُشر بشكل صريح إلى رئيس حكومته، إلا أن الطريقة التي صاغ بها السبسي جملته أكدت أنه يتحدث عن رئيس حكومته”.
ونقلت الصحيفة عن رئيس الدولة هذه الجملة التي ورد فيها الآتي: “حين لا نملك دعما سياسيا، علينا إما أن نستقيل أو أن نطالب البرلمان بتجديد ثقته بنا”. وباستعمال هذه الكلمات البسيطة، أكد السبسي فتور علاقته بالشاهد. وأثناء الاجتماعات الخاصة، لم يتردد الرئيس خلال الأسابيع الأخيرة في إظهار انزعاجه من الشاهد.
وأوردت الصحيفة أن الباجي قائد السبسي وجه توبيخا للشاهد؛ بسبب خلافاته المتكررة مع وزراء الداخلية المتعاقبين، فضلا عن عدم تأنيه بشأن إقالة وزير الداخلية لطفي، على الرغم من تقديم رئيس الدولة النصح له في هذا الموضوع. في أعقاب هذه التنحية، تم تعيين مسؤولين جدد في أجهزة الاستخبارات ومكافحة الإرهاب. ويرى السبسي أن يوسف شاهد أضعف النظام الأمني، وقد أعاد توجيه هذه التهمة إليه على قناة “نسمة” التلفزيونية.
وبينت الصحيفة أنه منذ البداية، تعددت أوجه الاختلاف بين القائدين، ذلك أن السبسي هو رجل سياسة يبلغ من العمر 91 سنة. أما الشاهد، البالغ من العمر 42 سنة، فقد تلقى تكوينا في مجال السياسات الزراعية. كما تسكنه رغبة الوصول إلى السلطة. وفي مواجهة التجربة السياسية التي يمتلكها الباجي قائد السبسي، يتميز يوسف الشاهد بحيويته، على الرغم من أن المسيرة السياسية تفتقر إلى الخبرات القيادية.
وأفادت الصحيفة بأن أسباب العداء بين السبسي والشاهد تعود إلى تنامي نفوذ رئيس الحكومة، خاصة بعد فترة من اختيار رئيس الدولة له؛ لتهدئة التوترات التي تعصف بحزب نداء تونس، في نهاية سنة 2015. وقد تسببت هذه الصراعات في حدوث انقسامات داخل هذا الحزب، الذي كان نجل الرئيس، حافظ القائد السبسي، يشغل منصب المدير التنفيذي فيه.
المصدر الشارع المغربي