هل تتم الصفقة..عودة بن علي الى تونس

عبر الرئيس السابق للجمهورية التونسية، زين العابدين بن علي، عن رغبته في العودة الى تونس والمثول أمام القضاء وأقر في لقائه مع القيادي السابق بحركة النهضة ورئيس جمعية “بريق الحقوقية” صابر الحمروني بارتكابه أخطاء عديدة فترة توليه رئاسة الجمهورية التونسية.

ومن مقر سكنه في جدة (السعودية)، كشف بن علي لصابر الحمروني عن التقائه بشخصيات ناشطة في المشهد السياسي الحالي موضحا حقيقة عقد لقاء سري مع وزير الداخلية المقال لطفي براهم.

وأمس الاثنين، نشر صابر الحمروني عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك” صورا له مع بن علي، وعلق عليها قائلا: “الحقيقة والكرامة.. حقيقة ستصدم الكثيرين، وتكشف خداع بعض السياسيين، وكرامة ضاعت بين أيدي منافقين وتجار قضايا ملعونين إلى يوم الدين”.

وبين رئيس جمعية “بريق الحقوقية” صابر الحمروني في تصريح مطول لحقائق أون لاين، اليوم الثلاثاء، أنه التقى زين العابدين بن علي في مقر اقامته بجدة في مناسبتين وذلك في شهري جانفي وأفريل 2018.

وشدد الحمروني على أنه التقى الرئيس المخلوع بن علي؛ للاطمئنان على صحته بصفته ناشطا حقوقيا ورئيس جمعية تعنى بالمساجين السياسيين وبالعدالة الانتقالية موضحا أنه سيلتقيه في مناسبة أخرى خلال الفترة القادمة دون أن يعلن عن موعدها.

ويعيش زين العابدين بن علي في مقر إقامته بمدينة جدة في السعودية مع زوجته ليلى الطرابلسي وكافة أفراد عائلته، حسب قول محدثنا (صابر الحمروني).

ويعيش زين العابدين بن علي، وفق الحمروني، وضعا ماديا غير مستقر وتتأتى مداخيله المالية من صدقة تمنحها له حكومة المملكة العربية السعودية بعد ان امتنعت الدولة التونسية عن منحه جراية تقاعده”.

ويرغب الرئيس السابق زين العابدين بن علي في العودة الى الأراضي التونسية والمثول أمام القضاء لمحاكمته في القضايا التي يتهم فيها شرط أن تجرى محاكمته وفق معايير قضائية عادلة تحترم حقوق الانسان ودون خلفيات سياسية، طبقا لقول محدثنا.

واعتبر رئيس جمعية “بريق الحقوقية” أنه لم يتم انصاف بن علي مشددا على أن هيئة الحقيقة والكرامة لم تنصفه في مسار العدالة الانتقالية، منددا في ذات السياق باهتمام رجال السياسة التونسيين بالقضايا الاقليمية وبتركيا وايران مقابل عدم الاهتمام بالشأن التونسي وبالتونسيين المتواجدين بالخارج، وفق رأيه.

واعترف زين العابدين بن علي الذي حكم  لمدة 23 سنة بارتكاب أخطاء كثيرة وأولها ارتكاب النظام الذي كان يترأسه جرائم تعذيب واستهداف شخصيات سياسية معارضة، وفق قول صابر الحمروني الذي التقاه في السعودية.

كما أقر بن علي بأن أصهاره أضروا بالبلاد في فترة حكمه وتسببوا في الاطاحة بنظامه بتجاوزهم للقانون وارتكاب مظالم ضد التونسيين.

وقال صابر الحمروني ” بن علي أعلمني أنه أخطأ سنة 2011، أيام اندلاع الثورة التونسية، بعدم مصارحة الشعب التونسي منذ الخطاب الأول بما ارتكبه أصهاره وتمنى لو أنه قد صارح الشعب التونسي منذ خطابه الأول وليس في خطابه الثالث”.

انقلاب سياسي

وقال زين العابدين بن علي لصابر الحمروني خلال اللقاءين اللذين انتظما بجدة إنه يعتبر نفسه قد تعرض لانقلاب سياسي أعدته أطراف متداخلة ومنها شخصيات كانت مقربة منه.

ورفض محدثنا الافصاح عن أسماء الشخصيات التي اتهمها بن علي بالتدبير والتخطيط للقيام بما أسماه انقلابا سياسيا.

وعبر زين العابدين بن علي عن استغرابه من مواقف الأشخاص الذين كانوا مقربين منه ومحيطين به وأصبحوا اليوم يتظاهرون بكونهم كانوا من أشرس المعارضين لحكمه، حسب قول صابر الحمروني.

اجتماع مع الغنوشي اثر لقاء بن علي

قال رئيس جمعية “بريق الحقوقية” ان رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي قد طلب لقاءه اثر التقائه بزين العابدين بن علي في السعودية مبرزا أنه قد استفسره عن فحوى اللقاء.

وشدد على كونه التقى الغنوشي اثر العودة من السعودية، قائلا ” إن الناطق الرسمي لحركة النهضة عماد الخميري قد أخفى الحقيقة عندما كذبني بكوني التقيت الغنوشي”.

ومن جانبها، رحبت رئاسة الجمهورية بلقاء صابر الحمروني بزين العابدين بن علي وكلف رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي أحد مستشاريه للقائه اثر العودة من السعودية.

واكد الحمروني ان رئاسة الجمهورية على علم باللقاءين قبل إجرائهم و أنه قام باجراءات عديدة منذ 2013 و2014

للقاء بن علي وأرسل عدة مراسلات الى السفارة التونسية بالسعودية والى منظمات دولية تعنى بحقوق الانسان.

وبخصوص امكانية تواصل زين العابدين بن علي مع شخصيات سياسية فاعلة في تونس خلال الفترة الحالية، بين صابر الحمروني بأن بن علي أعلمه بأن شخصيات سياسية عديدة التقاها في السعودية.

ورفض محدثنا الافصاح عن هويات هذه الشخصيات تجنبا لاثارة لغط سياسي قبل الاستحقاقات الانتخابية القادمة، وفق رأيه.

وبشأن ما راج حول انعقاد لقاء سري بين وزير الداخلية المقال لطفي براهم مع زين العابدين بن علي في السعودية، بين بن علي لمحدثنا أنه لم يلتق براهم ولم يجر معه أي اتصال.

وصابر الحمروني هو أحد القيادات النهضوية السابقة، وسجن سابقا لأكثر من 15 سنة بتهمة المشاركة في أحداث باب سويقة في 14 فيفري 1991، التي اتهم فيها بن علي حركة النهضة بحرق مقر الحزب الحاكم في منطقة باب سويقة، أحد الأحياء الشعبية بالعاصمة، وتم على إثرها شن حملة اعتقالات وتعذيب واسعة في صفوف قيادات الحركة استمرت لسنوات.

و ربما المساعي التي تجريها السعودية و الامارات و اطراف داخلية وخارجية لرجوع بن علي الى تونس قد حسمت يبقى تاريخها يخضع الى اعتبارات جويسياسية تخص الوضع التونسي المتأزم اقتصاديا و ما استعداد دول الخليج وخصوصا السعودية و الامارات لانقاذ الاقتصاد التونسي مثل الذي حصل مع الاردن الا ان يكون مؤشرا لذلك.

منقول

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق