سياحة و سفر

تنتهي حريتك حيث تبدأ حرية الآخرين

تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الآخرين
الكثير من الأشخاص وخاصة في هذه الأيام يعتقدون بأن لهم حرية مطلقة في الرأي والتعبير،ولكن عليهم أن يعلموا بأن حريتهم تنتهي عندما تبدأ حرية الآخر.
لا شك في أن مجتمعاتنا لا تعطي أهمية كبيرة لحرية الفرد التي دعا إليها مقال “التصالح مع الذات” ، وهذا جزء من ثقافة توارثناها ولا نزال نشهد ممارساتها على نطاق واسع. الفرد ينتمي للمجموعة وعليه الالتزام بقوانين ومبادئ الجماعة بغض النظر عن ايمانه الحقيقي بتلك المبادئ أو عدمه. أعتقد أن ثقافة قمع الحرية الفردية هي سبب اساسي في مظاهر سلبية كبيرة في مجتمعنا وأهمهما النفاق وما ينطوي عليه من صفات وتصرفات سيئة وكل هذا بهدف ارضاء الجماعة والغاء الذات. كم نشهد في حياتنا تصرفات لأشخاص أقل ما يمكن وصف تصرفاتهم بازدواجية المعايير النابعة من عدم الرضا عن الذات. إن حالة التخبّط وعدم وجود مكان للذات في مجتمع يسيطر عليه منطق العشيرة والطائفية لا يمكن أن يتغير من تلقاء نفسه بل على كل فرد مسؤولية تغيير هكدا تفكير. ففي البداية يجب ادماج مبدأ “تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الاخرين” في مناهجنا التعليمية والثقافية لأن هذا المبدأ يعني ان يقوم الفرد باحترام محيطه ويلتزم بقوانينه العامه وفي الوقت نفسه له حق انساني في التعبير والعمل بما يؤمن به اذا كان لا يتعارض مع القانون العام. لا يمكن أن نرجو الخير من مجتمع يعيش على اساس التناقض والكبت الداخلي..احترام الآخر وحرية الفرد وقيمته الخاصة يحفّز العقل وينمّي الطموح بدلا من أن تكون مقتصرة على كيفية ارضاء الغير خشية من نبذ المجمتع واقصائه. ولنتذكر أن اساس نجاح المجتمعات الاخرى يأتي من مبدأ احترام الفرد وتقديره, لذلك نرى المبدعين والاختراعات الهائلة تأتي من المجتمعات التي تعطي حرية الفرد وتحترمها في القانون والثقافة العامة.
وفي النهاية لا يسعني إلا أن نذكر بأن الإنسان مخلوق ذو مشاعر وأحاسيس، لذلك يجب أن نراعي مشاعر وأحاسيس الآخرين وأن لا نتعدى على ما لا يعنينا.

زر الذهاب إلى الأعلى