اقالة الزيدي..هل هي البداية للاطاحة بوزراء الرئيس
المتابع لمسار تعيين الزيدي، سيستشف أنه مفروض من قصر قرطاج، وفي إقالته رسائل سياسية كثيرة أوّلها خروج المشيشي عن رئيس الجمهورية قيس سعيد وبداية “الإطاحة” بوزرائه المقترحين في الحكومة.”هل قمتُ بتنزيل بلاغ يدعو إلى غلق دور الثقافة والفضاءات الثقافية ومنعتكم من التدرّب والتمرين ومن تقديم العروض؟ هل أمضيت قرارا بطلب منهم؟ “، أسئلة طرحها وزير الشؤون الثقافية المقال أمام جمع من الفنانين والمثقفين تؤكّد أنه سيتمرّد على قرارات الحكومة.ولكن يأتي الفعل مغايرا للقول -في الظاهر- وتصدر وزارة الشؤون الثقافية حوالي الساعة العاشرة ليلا بلاغا يخضع لقرار المشيشي بتأجيل التظاهرات الثقافية والفنية، ولكن دون ان يحمل البلاغ إمضاء من وزير الشؤون الثقافية.وبعد ساعة من إصدار البلاغ، تعلن رئاسة الحكومة في صفحتها الرسمية عن إقالة وزير الشؤون الثقافية وليد الزيدي وتعيين وزير السياحة الحبيب عمار محبّه بالنيابة في الوقت الذي يستوجب تعيين وزير ينكب على مشاغل القطاع ويرسم استراتيجية لحلحلة الأزمات المتتالية.وأي معنى لإقالة وزير الثقافة باستثناء تسجيل هدف في الوقت الضائع؟ وأي معنى لتحقيق هذه الإقالة التي تدور في خلد رئيس الحكومة منذ ان فرض عليه الزيدي فرضا دون البحث عن بديل؟ وأي معنى لتعيين وزير السياحة خلفا له بالنيابة؟أسئلة كثيرة يطرحها قرار إقالة الزيدي الذي كان متوقعا، ولكن يبقى توقيت اتخاذه غير مناسب لأنه يتنزّل في خانة ردّ الفعل، وتظل قرارات رئيس الحكومة في علاقة بالثقافة مؤشرا على تهميش القطاع وعدم ايلائه الأهمية التي يستحقها.اليوم، أقال المشيشي الزيدي وشرع في ترتيب أوراق بعثرها قيس سعيد ولكن ماذا بعد الإقالة ومن سيرتّب أوراق قطاع الثقافة المبعثرة؟