علي الصلابي للرئيس التونسي: هذه نصيحتي
سيادة الرئيس قيس سعيد:
نصيحة من شخص متخصص نظريا وعمليا في ملف المصالحة والسلام في ليبيا، مع تجارب في العهدين السابق والجديد ودراسات في تاريخ ليبيا، نصيحتي ألّا تستعجل حتى تفهم الخارطة الليبية ومفاتيح الحل والسلام في ليبيا.
ولا شك أن القبائل تعتبر من ركائز السلام والمصالحة وليست الركيزة الوحيدة، فأبناء القبائل منقسمون فكريا وثقافيا بين مناصرين للدولة المدنية ودولة الدستور ودولة الحريات ودولة القانون ودولة القضاء، وهم الأكثرية، وبين موالين لعسكرة الدولة وحكم العسكر وهم القلة، وإن كانوا أعلى صوتا وشغبا ودعما من الثورات المضادة.
سيادة الرئيس:
السلام والمصالحة الوطنية في ليبيا يحتاج إلى رؤية محلية وإقليمية ودولية تتبناها دول الإتحاد المغاربي: تونس، الجزائر، المغرب، موريتانيا بعد الاتفاق مع مكونات المجتمع المدني على الرؤية الفكرية والسياسية والاجتماعية للمصالحة. وكذلك مع القبائل ومنظمات المجتمع المدني والهيئات المشهورة كالهيئة الطرابلسية والبرقاوية والفزانية، ورموز النظام السابق وقادة ثورة 17 فبراير والأحزاب ومجالس المصالحة على المستوى الوطني، وزعماء وأعيان المدن ومجالس البلديات ونواب البرلمان ومجلس الدولة والمؤتمر الوطني وإعطاء دور خاص للمجلس الأعلى للقضاء وإحياء دوره الوطني.
أيضًا أبناء القوات المسلحة من الطرفين المتقاتلين والمدن التي هي وقود للحرب من خلال تسويق الرؤية محليا وإقليميا ودوليا تتبنى تونس وشقيقاتها في الاتحاد المغاربي التواصل مع الأمم المتحدة والولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي والدول التي لها علاقة بالمصالحة وإحلال السلام في ليبيا، فالمشكل في ليبيا محلي وإقليمي ودولي، وأهم المفاتيح فهم الخارطة الليبية التي لا تعتمد على ركيزة القبيلة فقط، فهناك جيل جديد يؤمن بالدولة المدنية والقيم الإنسانية ومفهوم المواطنة ويعتز بالهوية الليبية والإسلامية وموجبات التقاليد والأعراف القبلية، أما أن تضع الحل في يد القبائل، فإن فعلت ذلك فإنك لم تأت البيوت من أبوابها..
مع فائق التقدير والاحترام لشخصك الكريم والشعب التونسي العزيز الحبيب
ابن الاتحاد المغاربي
علي محمد الصلابي