واشنطن بوست :الانتخابات البلدية خطوة هامة في المسار الديمقراطي التونسي وتنازلات حركة النهضة أنقذت الثورة
سلطت صحيفة الواشنطن بوست الامريكية الضوء علی التجربة الديمقراطية التونسية و مقارنتها بنظيراتها في ليبيا و مصر بإعتبارها ثورات انطلقت في ظروف سياسية متشابهة و في ظرف زمني واحد (ثورات الربيع العربي 2011). واشارت اعرق الصحف الامريكية انه وبعد انتخابات 6 ماي 2018 المحلية التي عاشتها تونس اصبح هناك شبه اجماع من الملاحظين ان احتمالات نجاح المسار الديمقراطي التونسي مرتفعة علی عكس مصر وليبيا . واعتبر المقال انه في ليبيا قد انتكست الثورة بشكل مبكّر حيث قامت ميليشيات مسلحة في سنة 2013 بترهيب اول برلمان منتخب ديمقراطيا و الضغط عليه لتمرير قانون العزل السياسي وهو ما اجهض المسار الديمقراطي و خلق احترابا اهليا بين الاسلاميين في الغرب و ميليشيات خليفة حفتر في الشرق وهو ما يهدد ليبيا بشبح التقسيم. واضاف المقال ان قانون العزل السياسي يمثل صورة معبّرة للمخاطر و العواقب للخيارات التي تتخذها الحكومات الانتقالية و النخب الثورية . ثم تحدثت الصحيفة الامريكية عن التجربة التونسية حيث اعتبر المقال ان تنازل الاسلاميين في تونس سنة 2013 وخروجهم من الحكم بشكل طوعي و الدخول في حوار وطني كان خيارا مجديا اكّد مرونة الاسلاميين الذين اعادوا تنظيم صفوفهم و عادوا كقوة سياسية مهيكلة فازت بالاستحقاق البلدي كما حالت دون اجهاض مسار العدالة الانتقالية بالتصدي لقانون كان سيمنع التمديد لهيئة الحقيقة و الكرامة و بالتالي فالنهضة التونسية تمكنت من التعامل بمرونة مع التطورات بسياسة لا افراط و لا تفريط كما حصل في مصر وهو نموذج مخالف لتعامل النخب الثورية الجديدة مع رموز النظام السابق و الته العسكرية فمهادنة الاخوان المسلمين للمؤسسة العسكرية ومغازلتهم مقابل اجراء انتخابات برلمانية سريعة ادّی إلی انقلاب العسكر علی اول رئيس مصري منتخب ديمقراطيا و ذلك في جويلية 2013 لتنهي التجربة الثورية المصرية بشكل مأساوي . واعتبر المقال ان هذه الامثلة المتنوعة تؤكد انه لا وجود لنموذج صالح لكل الثورات و بالتالي فمن الضروري ايجاد مقاربات خاصة وفحص دقيق للخيارات السياسبة حتی تتواءم مع الظروف التي تعيشها كل ثورة . وواصل المقال في الحديث بإعتبار ان الانتخابات البلدية في تونس يمكن ان تكون جرعة امل في الديمقراطية حيث يمكن للا مركزية ان تقوم بتحجيم نفوذ السلطة المركزية و انجرافها السلطوي والعودة بالبلاد إلی مربع الاستبداد كما من شأن الحكم المحلي بإشراك المواطن في الحياة العامة تحفيزه علی التوجه نحو صناديق الاقتراع في الاستحقاقات الانتخابية القادمة . واستدركت الصحيفة الامريكية بإعتبار ان التشرذم السياسي الذي تعيشه تونس يمكن ان يعزز من صلاحيات رئيس الجمهورية الباجي القايد السبسي الذي ينوي تغيير النظام السياسي و هو ما من شأنه ان يضر بالإنتقال الديمقراطي التونسي لا سيما ان تجارب ديمقراطيات مثل تركيا و المجر اثبتت فشل تجارب تغيير نظام الحكم بعودة بوادر التسلط و الاستبداد . وختمت الصحيفة الامريكية بالحديث عن نظام المشير عبد الفتاح السيسي في مصر معتبرة انه نظام معزول شعبيا وستكون الاشهر القليلة القادمة حاسمة في تحديد مستقبله.”