مرض تيبس النخيل بواحات قبلي…الوباء
ظاهرة غريبة تجتاح النخيل في ولاية قبلي و هي تيبس النخيل تضرب واحات ولاية القبلي و هي تيبيس الجريد فوق المعتاد .مما تسبب في قلق شديد لدى الفلاحين بالجهة حيث لم تكن هذه الظاهرة مألوفة في المنطقة و هي التي أصبحت تهدد الالاف من نخيل الدقلة االممتدة على عشرات الكيلومترات و قد صرّح بعض اهل الخبرة من الفلاحين بأنه مرض يضرب النخيل و قد يقضي على النخلة نهائيا لهذا دعى الفلاحيين الى تنظيم وقفة امام مقر الولاية يوم الثلاثاء 19 جوان 2018 على الساعة 9 و النصف للضغط على السلطات المعنيّة من وزارة الفلاحة للتحرك في اقرب وقت للحد من هذه الظاهرة و المطالبة بارسال اخصائيين لدراسة هذه الظاهرة.
راي ادارة حماية ومراقبة جودة المنتجات الفلاحية بوزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري حول تيبس النخيل :
تم التفطن اليها منذ ثلاث او اربع سنوات، الا انها شهدت انتشارا كبيرا وملفتا في اواخر سنة 2017، مما اثار مخاوف فلاحي الجهة حيث تؤكد المعاينات التي قامت بها فرق المندوبية الجهوية للفلاحة ان اصحاب المقاسم الفلاحية اضطروا هذه السنة الى قص ما بين 6 و8 اطوار من الجريد اليابس بكل نخلة بغية الوصول الى العراجين لحمايتها اثناء موسم حماية الصابة في شهر جوان في حين ان هذه العملية تشمل في العادة ثلاثة اطوار فقط.
وقد انتشرت هذه الظاهرة باغلب واحات ولاية قبلي وخاصة بمعتمديات قبلي الشمالية وقبلي الجنوبية وسوق الاحد، وتكررت الظاهرة مجددا في اواخر شهر سبتمبر وطيلة شهر اكتوبر، الامر الذي دفع المصالح البحثية الى التوجه نحو التثبت من مسبباتها ومدى خطورتها على اشجار النخيل وخاصة دقلة نور الاكثر استهدافا من هذا المرض والاثار التي قد تلحق بالصابة.
ومن ناحيته، اكد رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري توفيق التومي وعدد من الفلاحين الحاضرين في ورشة العمل ان ظاهرة تيبس النخيل ظهرت هذه السنة بشكل مفاجئ وسريع ادى الى انتشارها على نطاق واسع بواحات الجهة.
وقد تم التفطن اليها في موجتين متتاليتين الاولى من منتصف شهر جوان والى موفى شهر جويلية 2017، ومست بالاساس الاشجار التي تترواح اعمارها بين 10 و25 سنة والمعروفة لدى الفلاحين (بالجبار)، في حين انحصرت الموجة الثانية من موفى شهر سبتمبر والى موفى شهر اكتوبر من ذات السنة ومست الاشجار التي تقل في عمرها عن 7 سنوات، في حين لم تمس هذه الظاهرة الاشجار القديمة، وتتمثل الاصابة في تيبس حاد لسعف النخيل شبيه بالاحتراق الكلي للجريد.
ودعا التومي بالمناسبة الى ان تعكف الهياكل الفلاحية على دراسة سبل تسوية وضعية التوسعات الخاصة التي كانت الاكثر تضررا من هذا المرض والتي تنتج قرابة 80 بالمائة من اجمالي منتوج الجهة من دقلة النور عالية الجودة، وهو ما يمكن من حسن الاحاطة بفلاحيها وادراجها ضمن منظومة المنح والامتيازات التي تسمح بتحسين منظومات الري وانجاز النشعيات، التي تحد من ظاهرة تملح التربة وتغدقها التي تمثل فضاء مناسبا لتكاثر الفطريات المسببة للامراض.
وفي تعريفه لهذا المرض واسبابه اوضح الباحث في امراض النخيل والزراعات الواحية ومدير عام المركز الجهوي للبحوث في الفلاحة الواحية بدقاش احمد النمصي انه شكل من اشكال الفطريات، تم تسجيله في اواخر سنة 2017، نظرا للعوامل المناخية الملائمة (الرطوبة والحرارة) لانتشارها بربوع الجهة، وادى الى تيبس حاد لسعف النخيل، وقد ساهمت الرياح في مزيد انتشاره باغلب الواحات، وتم التفطن له بسرعة نظرا لدقة الملاحظة من قبل عديد الفلاحين، الذين عبروا عن مخاوفهم من هذه الظاهرة، الامر الذي دفع المصالح البحثية الى الاسراع بتحليله والتعرف على نوعه وكيفية انتشاره من اجل الاحاطة بمظاهره المتوقعة التي توقفت فقط عند جريد النخيل ولم تمس الثمار.
ودعت الى الحرص هذه السنة على حرق كافة الجريد الذي تم قصه وردمه لمنع المرض من الانتشار، اضافة الى العمل على تنظيف الواحة ومتابعتها باستمرار، مع استعمال المبيدات المناسبة التي تقضي على هذا المرض وتنمعه من التطور، واكد انه سيتم انجاز برنامج متكامل بالتعاون مع منظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة، من اجل مساعد الفلاحين على مجابهة المرض من خلال مساعدتهم في حرق الجريد المصاب والتدخل بالمواد الكيمائية المناسبة، وتوفير المواد العضوية التي تساعد في تقوية النخلة وتامين المتابعة والارشاد.