ملف الشروق : مافيا الادوية في تونس

«الشروق» تكشف أسرار أخطر مافيا لسرقة أدوية السرطان من 3 مستشفيات بالعاصمة يقودها طبيب برفقة موظفين وأعوان من ادارات تابعة لوزارة الصحة ….
«نعم انا كشفت خيوط المافيا التي يتزعمها طبيب وشقيقي الاكبر وانا من عرضت حياتي للخطر من اجل ملايين مرضى السرطان وانا اليوم اعاني ومهدد بالقتل «هذا ما قالة «م.ب.س» «للشروق» مضيفا انه يطالب من هيئة مكافحة الفاسد توفير حماية له معربا عن استعداده لمد الجهات المعنية بكل أسرار العمليات التي قام بها شقيقه في تهريب الادوية.
في منطقة الجديدة التابعة لولاية منوبة قام مساعد صيدلي في مستشفى عزيزة عثمانة بإخفاء كميات هامة من الادوية داخل مخزن بمنزله وغير بعيد عن نفس الجهة تم أيضا اخفاء وثائق وبطاقات تعريف لعشرات الاموات كانت تستعمل من قبل شبكة تهريب وسرقة الادوية ويتم استعمال هويات الموتى الذين ماتوا بسبب أمراض سرطانية خاصة ما بين سنوات 2012 و2013 و2014 و2015 و2016 و2017 وبداية سنة 2018.

الشبكة
«الشروق» كان لها لقاء مع مصدر مطلع كان له دور هام في الكشف عن مافيا ادوية السرطان داخل 3 مستشفيات حيث أكد ان شبكة التهريب وسرقة الادوية تتكون من العناصر التالية :
«ح.ل» موظفة في صندوق الوطني للتأمين على المرض مهمتها توزيع الادوية نحو ولايات تونس الكبرى سوسة والمنستير والمهدية تتخذ من مكتب بجهة «لافيات» مركز للعمليات الغير قانونية.
«و.ش» موظف بمستشفى عزيزة عثمانة مهمته السطو على ادوية السرطان وتغيير معطيات تتعلق بالمرضى.
«ا.ب .س» عون بمستشفى عزيزة عثمانة وهو الرجل الثاني في مافيا سرقة الادوية تمكّن في 6 سنوات من تهريب ما يقارب مليار من الادوية كما تورط في تزوير شهادته المدرسية حتى يساعده موظف في وزارة الصحة من الارتقاء في عمله دون موجب قانوني مستواه التعليمي سادسة ابتدائي ولكن تم ترقيته الى خطة مساعد صيدلي.
«ش.ا» موظف في صندوق الوطني للتأمين على المرض تم الكشف عن تورطه بعد سرقة مبلغ مالي ضخم من منزل طبيب متورط بدوره في تهريب الادوية وقد رصدته كاميرا احدى المنازل بجهة المنزه اثناء هروبه بحقيبة ليتبين انه احد ابرز عناصر شبكة تهريب ادوية السرطان.
«هـ.ص» عونة بمستشفى عزيزة عثمانة مهمتها التنسيق مع موظفة بمصحة العمران التي تبين ايضا انه يتم تهريب كمية هامة من الادوية من داخل المصحة المعنية.
«هـ.ل» طبيب مختص في علاج مرض السرطان يقوم بشراء الادوية المهربة وبيعها لمصحات خاصة بالعاصمة وبعض ولايات الجمهورية.
«ا.ع» موظف بمصحة خاصة يقوم بالتنسيق بين الاعوان بـ3 مستشفيات على غرار مصحة العمران الاعلى وعزيزة عثمانة ومستشفى صالح عزيز مقابل حصوله على مبالغ مالية عن كل عملية.

التهريب والإخفاء
بعد جمع الادوية المسروقة من 3 مستشفيات تابعة لوزارة الصحة يتم اخفائها داخل مخازن في ولايات تونس الكبرى يشرف عليها «ا.ب.س» وبعد دخوله الى سجن المرناقية بعد ثبوت تورطه في تهريب الادوية تم تسليم مفاتيح المخازن الى عنصر ثان يشرف الى حد اليوم على عمليات التخزين ليتم في مرحلة ثانية توزيع هذه الادوية على 3 موزعين.
يتم تسليم الادوية الى أصحاب صيدليات في ولايات تونس الكبرى ونابل ليقوموا بدورهم ببيعها لأصحاب مصحات خاصة بأسعار مضاعفة.
قام شقيق المتورط «ا.ب.س» بالتبليغ عن مخزن ادوية داخل منزله وبمساعدة نقابي امني «م.ر» تم ايصال المعلومات الى فرقة الابحاث الاقتصادية بالقرجاني التي تولت مراقبة المتهم الرئيسي لفترة طويلة ليتم القبض عليه متلبسا وبعد اعترافاته بأسماء متورطين كبار في القضية انطلقت الضغوطات عليه ليقرر لاحقا الاعتراف بانه المتورط الوحيد في القضية.
بعد اطلاق سراح المتهمين في القضية تبين ان الشبكة تواصل عمليات سرقاتها خاصة انهم ارتبطوا بتوفير كميات من ادوية السرطان لمصحات خاصة والى رجال اعمال ليبيين.
يتم اخفاء الادوية المهربة من المستشفيات داخل اكياس قمامة ويتولى اعوان نظافة تابعين لعناصر سرقة الادوية من اخراجها خارج المستشفيات المعنية اين يتم تسليمها لباقي المجموعة كما يتم تسليم الادوية ايضا الى عدد من دكاكين العطارة القريبة من المؤسسات الصحية المعنية ويتولون بدورهم تسليمها الى العناصر المتفق عليها وعن تطورات الملف اكد مصدر «الشروق» ان تسجيلات هاتفية كشفت شبكة المتورطين والعناصر التابعة لهم مضيفا ان هذه العناصر تملك شبكة من العلاقات داخل اجهزة الدولة ساعدتها في العربدة داخل البلاد.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى