حوار السبسي :زاد الازمة ضبابية

زادت تصريحات رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي الليلة على قناة الحوار التونسي مزيدًا من الضبابية على الأزمة السياسية في البلاد، في حوار قالت مقدّمته مريم بلقاضي إنه جاء بطلب من رئيس الجمهورية، الذي قال إنه خرج للإعلام “لأنه وقع تقويله ما لم يقله”، حسب تعبيره.
و قد صرح السبسي في حواره أن علاقته بالنهضة كانت مستمرة منذ صيف 2013 وذلك إلى غاية الأسبوع الفارط “حينما انقطعت العلاقة بطلب من النهضة”.
وأضاف أن النهضة بصدد التوافق مع رئيس الحكومة قائلًا “أتمنى أن يكون ذلك في مصلحة تونس ولكن لا أظن “، وقال أيضًا، في ذات الإطار، “دخلنا في مغامرة جديدة وأنا منها براء”. واعتبر السبسي أن التوافق مع النهضة كلفته “لم تكن رخيصة” على اعتبار اتهامه بخيانة الأمانة من ناخبيه، حسب قوله. ولكن أشار في نفس الوقت بأن الفترة السابقة كانت إيجابية وحققت في تونس استقرارًا نسبيًا، حسب تعبيره.
و شن السبسي في حواره هجومًا على يوسف الشاهد، حيث قال إن حكومته لم تعد حكومة وحدة وطنية، وأضاف أن الشاهد لم يعد يتمتع بشرعية وأنه أيضًا لا يأخذ بنصائحه.حيث كرّر خلال الحوار في أكثر من مناسبة دعوته لرئيس الحكومة للتوجه للبرلمان للحصول على الشرعية حسب تعبيره، وقال “لم يذهب سابقًا للبرلمان لأنه لم تكن له أغلبية، والآن هاهي لديه أغلبية مع النهضة وكتلة الائتلاف الوطني فليتوجه إذن للبرلمان”.
السبسي: أنصح يوسف الشاهد بالتوجه للبرلمان للحصول على الشرعية وحكومته لم تعد حكومة وحدة وطنية
وتوجه السبسي للشاهد، في هذا الإطار، قائلًا له “صحح موقفك، واذهب للبرلمان”. وأضاف أنه يتمنى ألا يكون للشاهد علاقة بالاستقلالات الأخيرة في نداء تونس، في إشارة ضمنية أنه يقف وراءها. وأكد أنه لا يملك الصلاحيات لإقالة الشاهد الذي أشار أنه لا يأخذ بنصيحته، حسب تعبيره، داعيًا إياه لحسن اختيار المحيطين به.
و في علاقة بالأزمة الداخلية في نداء تونس، اعتبر السبسي أن ما يعيشه الحزب هو ما تعيشه أحزاب أخرى، مشيرًا لموجة الاستقالات الأخيرة في حزب حراك تونس الإرادة، ولكن قال: “النداء ليس في لياقته البدنية”، مشيرًا أنه ليس براض عن أدائه.
وصرح حول جدل استقواء ابنه حافظ قايد السبسي به، قائلًا “ولدي في الدار ولكن في الأمور القانونية وأمور الحكم مثله مثل أي شخص.. ومن يقول غير هذا لا يعرف الباجي”.
وحول الداعين لإبعاد إبنه، قال “إن شاء حافظ فليخرج بشرف”، حسب تعبيره. ولكن حذره السبسي من “جماعة المنستير” الذين طالبوا مؤخرًا بإبعاده، مذكرًا بـ”جماعة المنستير” التي كانت حول بورقيبة ولكنها قدّمت فيما بعد بن علي للحكم، حسب تعبيره.
وكرّر الباجي في أكثر من مناسبة أن رحيل يوسف الشاهد عن الحكومة ورحيل حافظ قايد السبسي عن نداء تونس لن يضرّ تونس.
و أكد السبسي التزامه بتنظيم الانتخابات في موعدها نهاية 2019، دون تقديم أو تأجيل، ولكنه قال إنه “من سوء الحظ أن الصراع على الانتخابات بدأ عامين قبل تنظيمها”. وبخصوص ترشحه لرئاسيات 2019، قال السبسي إن من حقه الترشح “ولكن لكل حادث حديث”، وفق تعبيره، مضيفًا أنه يشجع كل شخص يريد ان يترشح و في سياق متصل، أكد رئيس الجمهورية قراره عدم القيام بأي تعديل دستوري فيما تبقى من عهدته الرئاسية، ولكنه قال إنه يوصي بتغيير الدستور لاحقًا. وأرجع دعوته للنظام السياسي الذي يقوم على رأسين للسلطة التنفيذية، مشيرًا لدعوة مماثلة أطلقها مؤخرًا رئيس الجمهورية السابق المنصف المرزوقي.كما طالب السبسي، في ذات الإطار، بتعديل القانون الانتخابي من أجل “منع السياحة البرلمانية”.
اعتبر رئيس الجمهورية أن الوضع الاقتصادي في تونس هو صعب لدرجة أنه أصعب من الوضع الاقتصادي نهاية زمن بورقيبة. ولكنه أكد في نفس الوقت أن الحلول ممكنة للأزمة على مدى 3 أو 5 سنوات، وهي حلول بشروط، وفق تعبيره.
و تعليقًا على فيضانات نابل، اعتبر السبسي أنها فيضانات لا سابق لها في تاريخ تونس، وأضاف أنه لا يجب تحميل المسؤوليات “حينما تكون الأمور فوق الطاقة”.ودعا الحكومة لإطلاق مشروع وطني للتعمير في ولاية نابل، قائلًا “المسألة ليست قضية نابل فقط بل قضية تونس”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق