الشاهد يشهر قوته البرلمانية: كتلة “الائتلاف الوطني” تخطط لان تكون الثانية..

مع افتتاح العام الأخير من ولاية البرلمان التونسي قبل انتخابات 2019، سيكون مجلس النواب مختلفاً تماماً عما أنتجته انتخابات 2014، وسيعكس الوجه الجديد للبرلمان عند افتتاح دورته في 2 أكتوبر/تشرين الأول المقبل عمق التحوّلات السياسية التي شهدتها تونس خلال السنوات الأربع الماضية بسبب حسابات وتكتيكات أطاحت بأحزاب وأضعفت أخرى وصعدت بمكونات وشخصيات سياسية لم يكن يعرفها التونسيون بشكل كبير وقتها. غير أن تسارع التطورات في الأيام الأخيرة يعكس رغبة جامحة في إعادة توزيع الأوراق والتموضع على خط السباق قبل الانتخابات المقررة في خريف العام المقبل.
“باتت كتلة “الائتلاف الوطني” ثالثة في البرلمان مع 41 نائباً” ويبدو أن العامل الأهم والتطور الأكبر في الأسابيع الأخيرة، يتمثّل في تشكل قوة برلمانية جديدة داعمة لرئيس الحكومة يوسف الشاهد، على الرغم من إنكار أصحابها لذلك، إذ وُلدت كتلة “الائتلاف الوطني” لتتصدّر الأحداث وتتحوّل إلى ثالث أكبر كتلة في البرلمان حتى الآن.
وتشكّلت الكتلة من اندماج حزب “الوطني الحر” و”الكتلة الوطنية” (مستقيلون سابقون من نداء تونس ومن مشروع تونس) ومن مستقيلين من حزب “آفاق تونس” ومستقيلين حديثاً من “نداء تونس”، ليبلغ عدد نوابها حتى الآن 41، مع توقع انضمام آخرين إليها، إذ كشفت تسريبات عن اجتماع سيجري قريباً في سوسة ربما ينجح في إقناع نواب آخرين من “النداء” بالانضمام إلى الكتلة. وباتت الكتلة الجديدة الثالثة عددياً بعد “النهضة” بـ68 نائباً وكتلة “نداء تونس” بـ45 نائباً، وتأتي بعدها في الترتيب كتلة “الجبهة الشعبية” (الوحيدة التي لم تشهد أي استقالات) بـ15 نائباً، ثم كتلة “الحرة لمشروع تونس” بـ14 نائباً، وكتلة “الولاء للوطن” بـ12 نائباً و”الكتلة الديمقراطية” بـ12 نائباً أيضاً.
تطورات الأيام الأخيرة عكست عملية استباقية ليوسف الشاهد لحسم أمره، بعد ما حدث في غيابه عندما كان في الصين للمشاركة في القمة الأفريقية- الصينية، إذ أقال وزير الطاقة ومعاونيه قبل السفر، مما فُهم منها أنها رسالة لرئيس البلاد الباجي قائد السبسي وللاتحاد العام التونسي للشغل. وفور عودته، اجتمع الشاهد بعدد من النواب، ليعلنوا مباشرة بعد الاجتماع انسلاخهم من “النداء” وانضمامهم لـ”الائتلاف الوطني”، وهو ما يمثّل إعلاناً صريحاً من الشاهد باستعداده لمرحلة الصراع الأخيرة قبل الانتخابات، وإقناع الجميع بأنه رقم صعب في المشهد السياسي الجديد، وليس مجرد مسؤول يمكن إقالته بسهولة.
واستنكر “نداء تونس” في بيان ما وصفه بـ”إقدام رئيس الحكومة يوسف الشاهد على استقبال مجموعة من نواب كتلة نداء تونس في مقرات الدولة في قصر الضيافة بقرطاج، ليطلب منهم الاستقالة من كتلة نداء تونس والالتحاق بكتلة الائتلاف الوطني”. وندد الحزب بما اعتبره “ممارسات تؤكد أن رئيس الحكومة الحالي يضع الاهتمام بالمناورات السياسية وشق وحدة الأحزاب والكتل البرلمانية في صدارة اهتمامه وشغله عوض التركيز على مشاكل البلاد المتراكمة”.
واعتبرت قيادة “نداء تونس” في ردها على الاجتماع “أن تلقي رئيس الحكومة لتواقيع عدد من النواب الذين اختاروا الاستجابة لضغوطه في مقرات الدولة التونسية، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن المعني بالأمر قد رهن الحكومة والأدوات التنفيذية للدولة لخدمة مشروعه السياسي الشخصي في استهتار كامل بمصلحة الدولة وحساسية الظرف الذي تعيشه البلاد”.

العربي

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق